fbpx
831
0

التحدث إلى الغرباء

ما يجب أن نعرفه عن الأشخاص الذين لا نعرفهم

مالكولم جلادويل

الموضوع 

يعد التحدث إلى الغرباء (الصادر سنة 2019) استكشافًا قويًا لمدى ضآلة معرفتنا عن الغرباء. يكشف الكتاب كيف نسيء تقدير الأخرين ونسيء فهمهم مما يجعل العواقب وخيمة في العديد من الأحيان. وبسبب الحاجة المّاسة للمحافظة على علاقاتنا المختلفة في المجتمع نحتاج إلى خلق المزيد من روح التسامح والصّبر بيننا. سترى أنّ لا علاقة للحياة بالمسلسل الشهير “Friends” وكيف أنّ نظرة المفاجئة التي تعلو وجوهنا حين نتفاجئ هي نفسها مُفاجِئة وأنّ الذكاء الاصطناعي يمكنه تقييم شخصية الآخر بشكل أفضل من قضاة المحكمة العليا.

لمن هذا الكتاب ؟

إلى سكان المدينة الذين يعيشون وسط حشد من الغرباء. إلى قُرّاء مالكولم جلادويل. إلى أولئك الذين يعتقدون أنهم حُكّأمٌ جيّدون في فهم الشّخصيّات.

محتوى هذا الملخص 1 / 8 :

نحن نبالغ في تقدير قدرتنا على الحكم على الغرباء باستمرار .

سليمان قاضٍ بكفالة في ولاية نيويورك. يأتي عمله مع مسؤوليات ثقيلة يأخذها على محمل الجد. يقرأ ملفات المتهمين بالطبع، لكنه يعرف أيضًا مدى أهمية التحدث إليهم والنظر في أعينهم والحال أنّ الملفّات لا تصف النظرة الباردة والقاتلة المعبّرة على عدم الإستقرار العقلىّ و لن تكشف عن التحول التي تنعكس في الفشل في التواصل البصري.

لسوء الحظ، عندما يتعلق الأمر بتقييم الأشخاص، كان أداء سليمان وزملائه القضاة أسوأ من الآلات عندما تم اختبار جودة كلٍّ منهم. وفي دراسة أجريت عام 2017، فحص سيندل موليناثان ( Sendhil Mullainathan )، الاقتصادي بجامعة هارفارد، قرارات الكفالة في محاكم نيويورك. قدّم سيندل إلى برنامج ذكاء اصطناعي نفس المعلومات الأساسية التي تلقاها القضاة (السن والسجل الجنائي…الخ) وسأله عمَّنْ من بين 554689 متهمًا يجب الإفراج عنه بكفالة. النتيجة؟ كان المدعى عليهم الذين أفرج عنهم القضاة في الواقع أكثر عرضة بنسبة 25 في المائة لارتكاب جريمة أثناء الخروج بكفالة مقارنة بمن اختارهم الكمبيوتر.

يعتقد القضاة أنه يمكنهم تقييم الغرباء بناءًا على قراءة عيونهم والتّحدّث معهم. في الحقيقة، كلنا نعتقد ذلك! لكننا على ثقة مفرطة من قدرتنا على إصدار أحكام شخصية بناءً على هذه الأدلة الواهية.

في تجربة اُجريَتْ سنة 2001، طلبت عالمة النفس إميلي برونين ( Emily Pronin ) من مجموعة من الأشخاص ملئ الأحرف المفقودة بسرعة في كلمات مثل كل–أو كل–. بعد ذلك، طلبت منهم تحليل علاقة هذه الكلمات بهم. قال معظمهم إن خياراتهم لا معنى لها من أساسه. سواء كتبوا كلَمًا ( الجرح) أم كلّم فهذا لا يعكس شخصيتهم أو مزاجهم أو حتّى رغباتهم.

ومع ذلك، عندما عرضت برونين قوائم المجموعة التي أكملها أشخاص آخرون، تغير كل شيء. استنجت المجموعة أن شخصًا ما من الفريق الآخر مُرَكِّزٌ على هدف معيّن بناءً على الكلمات التي اختارها. في حين تأكّدهم من أنّ مشاركًا آخر كان يحس بالألم مما حدّد اختياره. بينما كان الناس واثقين من أن اختياراتهم للكلمات كانت عشوائية، فقد كانوا قادرين على قراءة الآخرين من خلال هذه الاختيارات.

يشير بحث برونين إلى حقيقة بسيطة. تخوّل لنا أصغر المعلومات الحكم على الأشخاص الذين لا نعرفهم على الإطلاق. نحن واثقون من تعقيدنا، لكننا نرى أنّ دراسة الغرباء تبدو مهمّة في غاية السّهولة. 

حسنًا، إذا كان هناك شيء واحد توضحه لنا هذه المقتطفات فهو أنّ الأمر ليس بهذه السهولة والسّذاجة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *