يبدو الكثير من النّاس قليلقين من تجربة أشياء لم يعهدوها في الماضي. ويعود الأمر بالأساس إلى عدّة أسبابٍ منها الخوف من الفشل أو الكسل أو عدم الوثوق بأيٍّ من الخطوات التّي يجهلونها. لكنّهم في نفس الوقت يطمحون لإحداث تغييرات جذريّة في حياتهم أو إضافة بعض من التشويق والحماس لأحداثهم اليوميّة.
فمن النادر أن نُقدم على تجربة جديدة بالكامل دون الشعور العميق بالقلق والخوف، حتى أكثرنا شجاعة في خوض التجارب الجديدة يخبئ خلف شجاعته قلقًا عميقًا من التجربة الجديدة، لكنه يجيد السيطرة على قلقه والتحكّم به بشكل عملي.
في الحقيقة، الإنسان عدو ما يجهل؛ لذلك فإن مواجهتنا لتجربة جديدة نجهل نتائجها يجعلنا أقل رغبة بخوضها غالباً. فنحن نًفضّل التجارب ذات النتيجة المعروفة مسبقاً وإن لم تكن هذه النتيجة أفضل ما يمكن مقارنة بالتجارب مجهولة النتيجة.
ويعتبر الصراع الداخلي بين الفضول والخوف من المجهول صراعاً يدور داخل عقل كلّ ما تتخيّله. بدايةً من تجربة مطعم جديد أو عند اختيار وجهة سياحية أو قراءة إعلان عن وظيفة شاغرة، فهل يفوز الفضول أم الخوف!
سيقدّم لك هذا المقال 3 كتب من شأنها أن تمنحك فكرةً عن الأساليب الجديدة والمجدية التي يمكن أن تتبنّاها في حياتك أو أن تجعل منها روتينًا هادفًا من أجل التّقدّم والتطوّر. كما ستجعلك هذه الكتب أكثر استعدادًا للمغامرة و التخلّص من الخوف المرضيّ الذي قد يكون عائقًا في حياتك.
يصف هذا الكتاب الدوافع الدّاخليّة التي تعترينا والدّوافع الداّخليّة التي تكمن فينا. يقول الكاتب دانيال بينك في هذا السّياق : “العظمة وقصر النظر غير متوافقين. يعتمد الإنجاز الهادف على رفع الأنظار والدفع نحو الأفق “.
فحسب هذا الكتاب، يمتلك البشر دافعًا داخليًا فطريًا ليكونوا مستقلين، وذاتي القرار، ومتصلين ببعضهم البعض. وعندما يتم تحرير هذا الدافع، يحقق الناس المزيد ويعيشون حياة أكثر ثراءً.
يفسّر ويم هوف في كتابه هذا أنّ باستطاعة التغيير أن يكون بسيطًا من خلال تبنّي أساليب جديدةً في التنفّس أو في قضاء دقيقة واحدة تحت الماء البارد أثناء الإستحمام. فقد أثبتت الدراسات التي اُجريَت على ويم هوف، أن قدرته على مواجهة الصعاب والمشي عاريًا تحت الثلوج أو حتى السّباحة بسهولة في المياه المتجمّدة في أنّه كان قادرًا منذ ولادته على السيطرة على درجات حرارة جسده من خلال تعرّضه للبرد الشديد في أيّامه الأولى. وبالتّالي يمنحك هذا الكتاب نظرةً على حياة هذا الأسطورة الذي يمنحك بدوره أساليب جديدة وسهلة تقضي بها عن الخوف والرهبة من التقدّم في الحياة.
3. أمازون
يفسّر هذا الكتاب كيف أن استياء أمازون المتواصل من الوضع الراهن هو ما جعلها بائع تجزئة استثنائي. كما يستكشف المخاطر التي أخذها مؤسس موقع أمازون جيف بيزوس ليجعل من شركته البسيطة أكبر وأنجح الشرات في العالم أجمع مع انتقالها إلى تجارة الطوب وقذائف الهاون . يقول ديف باسوس في هذا السّياق :” كنت أعلم أنّني لن أندم إذا فشلت، وكنت أعلم أيضًا أنّ الشيء الوحيد الذي كنت سوف أندم عليه هو عدم المحاولة أبدًا”.
ستجعلك هذه الكتب تدرك أهميّة المخاطرة فإن لم تكن لديك الرّغبة في المخاطرة فعليك تقبّل فكرة أن تكون إنسانًا عاديًّا فالاستثناء لا يأتي إلّا من صلب الإستثناءات والتحديّ و مواجهة الصّعاب. وأكبر المخاطر هي عدم المخاطرة بأي شيء. فخوض تجارب جديدة والاندفاع نحو اللاّمضمون يمكن أن يحقق إخفاقًا أو نجاحًا ولكن في كلتا الحالتين، فسيكون أعمق وأنجع وأكثر إنتاجيّة من الكسل المريح والتّفكير التقليدي.
