كيف تكسب الأصدقاء وتؤثّر في الناس؟

ديل كارنيجي

الموضوع 

بلغت مبيعات كتاب “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثّر في الناس؟” 15 مليون نسخة. تم نشر الكتاب لأول مرة في 1936، وتعود هذه النسخة إلى 1981، كما يعتبر كتاب مساعدة ذاتيّة رائدا إلى درجة أن الكتاب المعروفين من قبيل وارين بوفيت ولي لاكوكّا أشادوا بالكتاب وأشاروا إلى أن نصائحه كانت سر نجاحهما. تجعل الأمثلة والقصص الشخصية نصائح كارنيجي عملية وملموسة وقابلة للتطبيق في حياتك الشخصيّة. غير طريقة تعاملك مع الناس بالكامل ونتيجة ذلك التعامل باستخدام هذه الطرق الفعّالة.

لمن هذا الكتاب ؟

الباعة والمديرين والآباء والأساتذة- وأي فرد يتعامل مع الناس بشكل منتظم أولئك الذين يريدون أن يتركوا انطباعا جيّدا عن أنفسهم أولئك القلقين بشأن صورتهم أمام الناس وما إذا كان الناس يحبونهم كفاية

محتوى هذا الملخص 1 / 12 :

لا تنتقد الآخرين إذا أردت أن تكسب محبّتهم

كان خبير الطيران الشهير بوب هوفر في طريقه من عرض جوي في سان دييغو، ولكن محرك الطائرة توقف عن الاشتغال فجأة، إلا أنه تمكن من الهبوط بالطائرة من خلال عرض بعض الحركات الجوّيّة الرّائعة وتمكّن من إنقاذ الرّكّاب، ومع ذلك، تعرضت الطائرة لأضرار بليغة.

كان السبب وراء تعطّل محرّك الطّائرة التي تعود إلى الحرب العالمية الثانيّة هو ملء خزانها بوقود الطائرات المروحية، لا بوقود الطائرات.

عندما رجع هوفر إلى المطار، شاهد الميكانيكيّ وهو يبكي، فقد علم أن هوفر كان غاضبا للغاية حيال طائرته باهظة الثمن، وأن خطأه كان يمكن أن يكلّف الرّكّاب حياتهم.

فهل صرخ هوفر في وجهه؟ هل وبّخه؟ هل انتقده؟

كلّا. بل على العكس، أخبر هوفر الميكانيكيّ أنه مؤمن بقدراته، وطلب منه أن يجهّز له طائرته في اليوم الموالي.

ربما كان سبب تصرف هوفر الإيجابيّ هو علمه باكتشاف عالم النفس سكينر لخصائص للسلوكيات. اكتشف سكينر أن الحيوانات التي تكافأ على السلوك الجيد ستتعلم بشكل أكثر فعالية من تلك التي تُعاقَب على السلوك السيئ.

ينطبق الأمر نفسه على البشر: انتقادهم لن يشجعهم على تغيير سلوكهم لأنهم ليسوا مدفوعين بالعقل، بل بالعاطفة. وبالتالي، فإن الشخص الذي تنتقده لن يستمع إلى ما تقوله، بل سيشعر أنه يتعرّض للهجوم، وسيكون ردّ فعله الطبيعيّ هو الرّد والدفاع عن النفس. 

قد يساعدك الانتقاد على التعبير عن غضبك، ولكنه لن يُكسبك محبّة الناس على المدى الطويل. 

عادة ما يتجنب الأشخاص الناجحون انتقاد الآخرين علانية، فقد ادعى بنجامين فرانكلين مثلا أن سر نجاحه هو عدم التحدث بسوء عن أي أحد.

تعلم أبراهام لنكولن هذا الدرس أيضًا، إذ اعتاد انتقاد خصومه علنا، حتى جاء يوم انتقد فيه شخصا ما، فتسبب في نوبة غضب، وتحداه ذلك الشخص إلى مبارزة بالسيوف الضوئية، ولم يتم إلغاء المبارزة إلا في اللحظة الأخيرة ومنذ ذلك الحين، توقف عن انتقاد الآخرين علانية. وخلال الحرب الأهلية، توجه للناقدين لأهل الجنوب قائلا: لا تنتقدوهم. كان يمكننا أن نكون مكانهم ونفعل نفس الشيء.

إن انتقاد شخص ما أمر سهل، ولكن الأمر يتطلب تفهّما وتسامحا، وذلك أكثر أهمية من مجرد الانتقاد. 

لذا، إذا كنت تريد أن تكسب حبّ الآخرين، ففكر في سبب قيامهم بما فعلوه أوّلا، وتقبل عيوبهم، وحاول ألّا تنتقدهم بوحشيّة وعلانية.