لا تقل شيئا
قصة حقيقية حول القتل والذاكرة في أيرلندا الشمالية
باتريك كِيف
الموضوع
يكشف كتاب “لا تقل شيئًا” (Say Nothing 2018) عن قصة قتل حقيقية مروعة حدثت خلال نزاع أيرلندا الشمالية. ويمثِّلُ هذا التلخيص تأملا قاطعًا في أحد أحلك فصول التاريخ الأيرلندي، كما يسلِّط الضوء على بعض الشخصيات الرئيسية في الصراع بالإضافة إلى أكثر الفظائع الشائنة في تلك الفترة.
لمن هذا الكتاب ؟
هواة التاريخ الذين يبحثون عن وجهات نظر جديدة. عشاق قصص الجرائم الحقيقية. قراء الأخبار المتحمسين المهتمين بالعلاقات الدولية.محتوى هذا الملخص 1 / 7 :
في خضم نزاع أيرلندا الشمالية، اختفت جين ماكونفيل دون ترك أي أثر.
أنجبت جين ماكونفيل في سن 38 عامًا 14 طفلاً، توفي أربعة منهم منذ ذلك الوقت. توفي زوجها، آرثر، بسرطان الرئة قبل سنة من وفاة أطفالها الأربعة، وضلت تربي أطفالها العشرة بمفردها في ظل أوضاع مادية متدنية. عاشت الأسرة في عقار سكني مشين، في شقة رطبة حيث كان العفن الأسود يزحف على الجدران. فكانت جين بطبيعة الحال تعيش ظروف حياة صعبة.
ولكن في ليلة باردة من شهر ديسمبر، ساءت الأمور أكثر.
كانت جين تستحم بعد قضاء يوم طويل عندما سمعت صوت جرس الباب. ففتح أطفالها الباب ظنا منهم أن أختهم هيلين عادت من متجر السمك والبطاطا المحلي مع العشاء.
لكنها لم تكن هيلين.
فقد دخلت مجموعة من الرجال والنساء إلى منزل ماكونفيل. كان البعض منهم يرتدي أقنعة والبعض الآخر لا يرتديها، فتعرف الأطفال عليهم لأنهم كانوا جيرانهم. أخبرت المجموعة جين بارتداء ملابسها ومرافقتهم إلى الأسفل، حيث كانت شاحنة في انتظارهم بالخارج.
فتركت جين أطفالها بالمنزل، وأخبرتهم ألا يقلقوا وأنها ستعود قريبًا.
وكانت هذه آخر مرة رأتها فيها عائلتها، وقضى أطفالها العقود الثلاثة التالية يتساءلون عما حدث لأمهم.
لكن كيف يمكن لامرأة من أيرلندا الشمالية تبدو عادية أن تختفي دون أن تترك أثراً؟
لقد اتضح فيما بعد أن الإجابة تكمن في الصراع المروع الذي اجتاح بلفاست وأيرلندا الشمالية بأكملها قبل ثلاث سنوات من حادث الاختفاء. حيث كانت جين ماكونفيل ضحية الاضطرابات.
بدأ ما يسميه الناس غالبًا صراع أيرلندا الشمالية في أواخر الستينيات. وكان سكان المنطقة الكاثوليك في تلك الفترة يعانون طويلا من التمييز والعنصرية المؤسسية من قبل جيرانهم البروتستانت. وبالرغم من أن الكاثوليك كانوا يشكلون حوالي 50 في المائة من سكان المنطقة، كان يتم استقصائهم بشكل روتيني من الوظائف الجيدة والسكن اللائق وقوات الشرطة والسلطة السياسية.
وكان الوضع في الواقع سيئًا للغاية بالنسبة للكاثوليك في أيرلندا الشمالية، لدرجة أن الآلاف منهم خيروا بالفعل الهجرة بحثًا عن حياة أفضل، وتركوا أماكن مثل أمريكا وأستراليا وجمهورية أيرلندا نفسها.
لكن، لم يكن الجميع مستعدين للاستسلام والخروج من أراضيهم. ففي أواخر الستينيات، كان العديد من الشباب الكاثوليك في أيرلندا الشمالية يتطلعون إلى تحسين أوضاعهم، وبدى لهم أن العنف هو الحل الوحيد.
فكان هذا العنف الناتج هو الذي قضى في نهاية المطاف على حياة جين ماكونفيل.