الكون
خطوة صغيرة نحو فهم عظمة الكون
كارل ساغن
الموضوع
يمثّل كتاب الكون (1980) علامة فارقة في العلوم الشعبية. فهو يوضّح لنا المفاهيم الأساسية وراء فهمنا للكون، وكيف تبدو الكواكب والنجوم وكيف تَغيّر وتَطوّر فهمنا لها.
لمن هذا الكتاب ؟
طلاب العلوم الإنسانية غير المتأكدين من دوافع العلماء إلى المضي قدما. محبّي الخيال العلمي. أيّ أحد نظر إلى السماء واُغرم بها.محتوى هذا الملخص 1 / 8 :
الأرض صغيرة حقّا:
لطالما إقتصر تاريخ البشرية على الأرض. بالنسبة إلينا، إنه كلّ شيء، حرفيا تماما عالمنا. ولكن بالمقارنة مع الكون ككلّ، فإن الأرض هي في الحقيقة مجرّد ذرّة داخل ذرّة من الغبار. هذا لأنّ حجم العالم، أو الكون، يكاد يفوق فهمنا. في الواقع، إنّه كبير جدًا لدرجة أنّنا إضطررنا إلى إنشاء وحدة قيس خاصة بنا بناءً على سرعة الضوء.
الضوء هو أسرع شيء في الكون: ففي ثانية واحدة فقط يقطع مائة وستة وثمانون ألف ميل أو ثلاثمائة ألف كم. وهو ما يعادل، من الناحية النسبية، سبع دورات حول الأرض.
بناءً على ذلك، عندما يتحدث العلماء عن الكون، فإنّهم يستخدمون مصطلح سنوات ضوئية. هذه هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام كامل. ويمكن أن تُحدّد بحوالي ستّة تريليون ميل، أو عشرة تريليون كيلومتر!
إذا لم يكن ذلك بالفعل رائعًا بما فيه الكفاية، فضع في اعتبارك أنّ الكون قد إحتوى بداخله على ما يقارب مائة مليار، أو1011 مجرة (واحد يتبعه إحدى عشر صفر) . وداخل كل مجرّة يوجد ما يقارب 1011 نجمًا (واحد يتبعه إحدى عشر صفر) و 1011 كوكبًا (واحد يتبعه إحدى عشر صفر). فإذا قمت بالحسابات، ستدرك حقيقة أنّ كوكبنا هو واحد من 1022 كوكبًا في الكون، هي حقيقةٌ تافهة بشكل مرعب.
لطالما عرف البشر الخصائص الفيزيائية الأساسية للأرض. ومنذ حوالي ألفي عام، كان العلماء يبحثون بالفعل عن طبيعته، حتّى أنّهم ظنُّوا أنّ اليابسة على الأرض ليست لانهائية ولا مسطحة.
في القرن الثالث قبل الميلاد، توصّل إراتوستينس، مدير مكتبة الإسكندرية العظيمة الشهيرة في مصر، إلى أنّ الأرض كُروية. فأثناء قراءته للفافة ورق البردي ذات يوم، عَلم إراتوستينس أنّه في صيّان (أسوان الحديثة)، بالقرب من النيل، لا تلقي العصي بظلالها في منتصف النهار. أي أنّ الشمس كانت مباشرة وسط السماء في الظهيرة في صيّان. لذلك جرّب إراتوستينس وضع عصا في الأرض في الإسكندرية ولاحظ أنّه كان هناك ظلّ في منتصف النهار في المدينة. ومن خلال هذا إستنتج أنّ الأرض لا يمكن أن تكون مسطّحة. بل يجب أن تكون منحنية. فإذا كانت الأرض مسطّحة، فإنّه لن يكون لكلا العصاتين ظلّ في نفس الوقت، أو سيكونان في نفس الزاوية مع الشمس وبالتّالي سيكون لهما نفس طول الظل.
حتى أنّه تمكّن من إستخدام الإختلاف في أطوال الظلّ لحساب محيط الأرض بشكل صحيح. غير أن كان عليه أن يستأجر رجلًا ليرسم المسافة بين الإسكندرية وصيان (حيث مشي حوالي ألف كيلومتر) للحصول على القياس النهائي الذي احتاجه!
كان هذا الإكتشاف بالغ الأهمية. وبناءً على هذه المعرفة، أبحر المستكشفون الطموحون على متن قوارب صغيرة، وقد لا نعرف أبدًا إلى أيّ مدى وصلوا. لكنّ روح الإستكشاف لا تزال مدفوعة بالعلم حتى يومنا هذا. فما هي السفن الفضائية التي أبحرت في الفضاء؟