حان أوان النهوض
كيفَ لتمكينِ المرأةِ أن يغيِّر العالم
ميليندا غايتس
الموضوع
يروي هذا الكتاب تفاصيل الرحلة التي شرعت فيها ميليندا غايتس للمساعدة في تمكين النساء في جميع أنحاء العالم. تُبحر بنا هذه المذكرات الجزئية التي تدعو إلى التحرّك، سواء من خلال قصص الأشخاص الذين قابلتهم أثناء عملها الخيري أو من التجارب التي رواها الآخرون، بين عدد لا يحصى من القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها النساء والفتيات يوميًا. ولئن بدت عديد هذه العقبات عصية على الحلِّ، إلا أن التغلب عليها هو السبيل الوحيد الذي سيمكِّن البشرية كلها من بلوغ مستقبل أكثر مساواة وعدالة.
لمن هذا الكتاب ؟
للنساء اللاتي يرغبن في معرفة المزيد عن القضايا الجنسانية للرجال الذين يرغبون في فهم المصاعب التي تواجه النساء للعقول الفضولية المهتمة بإدراك الصلة بين الفقر والنوع الاجتماعي وعدم المساواةمحتوى هذا الملخص 1 / 7 :
يُعتبر التمتع بخدمات التنظيم العائلي أمرا في صميم عملية تمكين المرأة.
بعد إنشاء مؤسسة بيل وميليندا غايتس سنة 2000، أخذت الكاتبة وزوجها على عاتقيهما مهمة إتاحة الرعاية الصحية لأكبر عدد ممكن من الناس والحد من الفقر في جميع أنحاء العالم. أحد المجالات التي ركزوا عليها هي توفير التلاقيح المجانية للأطفال في الدول النامية.
خلال زيارة إلى إحدى حملات التطعيم التي نظمتها المؤسسة في ملاوي بإفريقيا، أجرت ميليندا محادثات كثيرة مع نساء قطعن مسافات طويلة ليتلقى أطفالهن التطعيم. ومع ذلك، كان ثمة موضوع آخر كثيرا ما يطرح خلال تلك المحادثات. كانت عديد النساء قلقات بشأن نوع مختلف من الأدوية، ألا وهي وسائل منع الحمل للمرأة. اشتكت الكثيرات من عدم جدوى تطعيم الأطفال. فإذا كان مصير النساء الفقيرات الاستمرار في إنجاب المزيد والمزيد من الأطفال، فكيف يمكنهن إعالة أسرهن؟
تتوافق مخاوف هؤلاء النساء مع البيانات المتاحة حول هذا الموضوع. في عام 2012، على سبيل المثال، كانت 260 مليون امرأة تستخدم وسائل منع الحمل في 69 دولة من الدول الأقل ثراءً في العالم. وفي نفس الدول، أرادت 200 مليون امرأة أخرى استخدام موانع الحمل، لكن لم يكن بإمكانهن الحصول عليها.
إن فوائد إتاحة الوصول إلى وسائل منع الحمل واضحة. على سبيل المثال، في دراسة بنغلاديشية بدأت في السبعينيات وتتواصل إلى اليوم، تم تزويد نصف النساء في مجموعة من القرى بوسائل منع الحمل، والنصف الآخر تُرك دونها. بعد عقدين من بدء الدراسة، كانت الأمهات اللواتي حصلن على موانع الحمل، هن وأطفالهن في صحة أفضل. وكانت أسرهن في وضع مادي أفضل، وكان أطفالهن أكثر قدرة على مواصلة الدراسة.
تنبع هذه الفوائد من حقيقة أنه يمكن للمرأة تخطيط مسيرتها المهنية وتعليمها على نحو أفضل، إذا سُمح لها باختيار وقت الحمل. يُمكِّنها ذلك أيضًا من مزيد الاعتناء بأطفالها، مما يُؤدِّي إلى تحسّن ظروف الجيل القادم. فغالبًا ما تساهم وسائل منع الحمل في كسر حلقات الفقر المفرغة، بالنسبة للأسر الفقيرة.
يساعد إتاحة وسائل منع الحمل على تمكين النساء وأسرهن في جميع أنحاء العالم. ينطبق هذا الأمر على الولايات المتحدة أيضا، إذ سمح قانون الرعاية المُيسَّرة للنساء بالحصول على وسائل منع الحمل مجانا. نتج عن هذا قانون والتشريعات المماثلة تسجيل أدنى مستوى للحمل غير المقصود خلال 30 عامًا.
وتحاول الإدارة الحالية للأسف، التراجع عن هذا التقدم المُحرَز بإلغاء التشريعات وتقليص تمويل منظمات تنظيم الأسرة و بتعزيز التربية الجنسية القائمة على مبدأ الامتناع عن ممارسة الجنس. لا يمثل هذا خطوة في الاتجاه الصحيح. فوسائل منع الحمل هي تقريبا أهم ابتكار في التاريخ قادر على تمكين المرأة.