fbpx
666
0

الابتكارُ أم الروتين ؟ أيّهما أفضل؟

666
0
الابتكار والرّوتين

يريد الجميع أن يبتكر فمن المؤكد أن العمل المبتكر هو أكثر أنواع الأعمال روعة، لكنه جزء واحد فقط من أي خطة ناجحة. وهذا هو السبب في امتلاك 4 من أصل 10 شركات كبار مسؤولي الابتكار وبعض مستشاري الابتكار الذين يقبضون عشرات الآلاف من الدولارات لوضع لمساتهم الخّاصة والسّحريّة.

فقبل كل شيء، فيم يتمثّل كلٌّ من الابتكار و الروتين ؟

بالتطرق إلى تعريف الابتكار وفقاً للإنتاج يمكن إجمال التعريفات التي توصّل إليها الباحثون بأنّ الابتكار هو إنتاج شيء جديد خلال فترةٍ زمنية معينة نتيجةً لتفاعل الفرد مع الخبرة التي يمتلكها، ومن خلال تفكيره بطرقٍ جديدة بعيداً عن التفكير الروتيني والتقليدي لإنتاج شيءٍ جديدٍ بعيداً عن المألوف، ومقبولاً، ويحقق رضا الفرد والمجتمع، مع اشتراط توفّر عناصر إنتاجية متعددة مثل الواقعية، والأصالة، وقابلية التعميم، وإثارة دهشة الآخرين.

وفي المقابل قد تبدو كلمة “الروتين” في حد ذاتها للوهلة الأولى كلمة باعثة للملل والرتابة، لكنها إذا ما أُحسن تطبيقها، تعطي كلًّا منا الفرصة كي ينظم مهام يومه بشكل فعال، دون أن يغرق في فوضى المهام المتأخرة التي يوقعنا فيها ترك الأمور تسير بلا نظام. وبهذا، قد يقودنا التعرف على الروتين إلى ادراك أهميّته داخل عمليّة الانتاج وتحقيق مطالب السّوق اليوميّة.

يشرح الأستاذ “روبرت آي ساتون” من كلية ستانفورد للأعمال في كتابه “أفكارٌ غريبةٌ وناجحةٌ” ( Weird Ideas That Work ) سبب أهمية العمل الروتيني والعمل المبتكر على حد سواء لنجاح أي الشركة. إليك كيفية التعرف على الاختلافات بين الاثنين وفهم سبب كون كل منهما مفتاحًا لنشاطك التجاري.

تعتبر المهام الروتينية روتينية بعد أن أثبتت أنها ذات قيمة. ولكن إذا أرادت الشركة نجاحًا طويل الأجل، فلن يؤدي العمل الروتيني إلى ابقائها في السّوق لأنّها لن تكون قادرة على المنافسة. إذا ابتكرت شركة ما محركًا جديدًا رائعًا، فإن عملية الانتاج المصقولة لبناء محرك الوضع الراهن ستصبح عتيقة. وبالتّالي يكون هذا الوقت المناسب للابتكار وسبب ربح هؤلاء المستشارون أموالاً طائلة.

على عكس العمل الروتيني، لا يمكن التنبؤ بالابتكار، لكن احتمالية حدوثه لا تتم من خلال الصّدفة أيضًا. من المرجح أن تظهر الابتكارات عندما ينشغل الناس دائمًا بتجربة أفكار جديدة أو البناء على الأفكار الموجودة سلفًا. يتلخص كل ذلك في الاتساق والحجم. خذ ليوناردو دي فينشي أو آينشتاين، على سبيل المثال: ربما نجحا كلاهما في الوصول إلى المستحيل عن طريق ابتكراتهم الرّائعة، ولكن ما لا يُعترف به كثيرًا هو أن هذان العباقريّان أنتجا نفس القدر — إن لم يكن أكثر — أعمالاً ونظريّات عاديّة أو السيئة.

خلق مناخ مناسب للابتكار

إذا كنت تريد أن يبتكر فريقك، فلا تقيِّمهم كما تفعل مع شخص يقوم بعمل روتيني. قد تنتج تجاربك الكثير من الأشياء غير القابلة للاستخدام، وغالبًا ما يكون من الصعب التنبؤ بالوقت الذي سيخرجون فيه بالضبط بأول فكرة رائعة.

وتذكر: قد لا يبدون دائمًا منتجين في طريقهم إلى تلك الضربة العبقرية. ففي نهاية الأمر، كيف كان يبدو “أرخميدس” في حوض الاستحمام قبل لحظة “يوريكا” الشهيرة؟

إذن، للإجابة على السؤال الأوّل الذي طرحناه “ الابتكار أم الروتين؟” نقول كلاهما مفيد وكلاهما ذا فائدة. فالابتكار والأمور المبتكرة تصبح روتينيّة والابتكار يكون في أساسه وليد فكرة روتينيّة سبقته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *