fbpx
799
0

التفكير الذّاتي، ما هو ولماذا نحتاجه؟

799
0
التّفكير الذّتي

غالبًا ما نلجأ إلى الأشخاص من حولنا لغرض سماع آرائهم وتقييمهم لخياراتنا الشّخصيّة وننسى أنّ الشّخص الأهم هو أنفسنا. من المهم أن نخصّص وقتًا لقليل من التفكير الذاتي من حين إلى آخر. كثيرًا ما نبحث عن الثّناء خارج أنفسنا بينما كل ما يهم حقًا هو الثناء الذي يأتي من الدّاخل. 

التفكير الذاتي يشبه النظر إلى المرآة ووصف ما تراه ـ باستثناء أن أهمية التأمل الذّاتي أعمق بكثيرٍ من مظهرك الخارجي. إنها طريقة لتقييم نفسك وطرق عملك وكيفية تصرّفك. ويُعتبر مفتاح الوعي الذاّتي ; فهو يسمح لنا بالنظر بشكل محايد إلى أفكارنا ومشاعرنا وأفعالنا.

أسئلة للتفكير الذّاتي:

يمكن أن تتمثّل هذه الأسئلة في أسئلة بسيطة مثل:

هل جعلت أحدهم يبتسم اليوم؟

ما هو الشيء الذي فعلته اليوم لتحسين صحتي؟

ما هي الانتصارات الصغيرة والكبيرة التي حققتها هذا الأسبوع؟

متى آخر مرّة فعلت شيئًا خارج منطقة الراحة الخاصّة بي؟

ما هو الشيء الذي فعلته لتعزيز مسيرتي المهنية أو زيادة قيمتي في مكان العمل؟

هل سمحت للأمور الخارجة عن إرادتي بالضّغط عليّ؟

وصولاً إلى أسئلة أكثر تعقيدًا ووجوديّةً مثل:

ما الذي أحتاج إلى تغييره؟

ما هي الأشياء التي حقّقتها والتي جعلتني فخوراً؟

هل أنا متمسّك بشيء أحتاج إلى التخلي عنه؟

ما الذي يقلقني أكثر من غيره بشأن المستقبل؟

ما هو الشيء الذي أودّ أن يتذكره الآخرون عني في نهاية حياتي؟

ما هو أهمّ شيء في حياتي الآن؟ 

هل أفكر في أفكار سلبية قبل الخلود إلى النّوم؟

التفكير الذّاتي هو مهارة أساسية للنمو الشخصي، دونها، نتجول غير واعين وغالبًا ما نبالغ في ردّة فعلنا مع الآخرين وحتى أنفسنا. إذا سبق وأن قلت كلمات جارحة في لحظة غضب التي ندمت عليها لاحقًا، فبإمكان ممارسة التّفكير الذّاتي أن تساعدك في إصلاح نفسك الصحيّة وتغيير السلوكيات (وحتى الأفكار) التي لا تناسبك. كما يساهم التّفكير الذّاتي في بناء علاقات صحيّة مع أصدقائك وأفراد عائلتك وزملائك في العمل… ويسّهل عمليّة اتّخاذ القرارات. عندما يكون لديك إحساس قوي بالذات وبقيمك، من المحتمل ألّا تتردد عند اتخاذ قرار.

ولكن كيف نكون عادلين عند تقييم أنفسنا؟ كيف نتجنّب سلوكيّات التّخريب الذّاتي؟

غالبًا ما نكون قاسين على أنفسنا سواء كنّا على وعيٍ بذلك أم لا خاصّة عندما يتعلّق الأمر بتحقيق أحلامنا. ولا شيء يُعدّ أكثر إحباطًا من إدراك أنّ سلوكك هو أصل كفاحك. من المهمّ أن نتأنّى في الحكم عن أنفسنا كما نتأنّى عند الحكم على غيرنا. يوجد خيط رفيع بين التّأمّل الذّاتي والتّخريب الذّاتي، ولتجنّب الأخير يجب أن نتّبع الخطوات الّازمة والطّرق الصّحيحة عند تقييم ذواتنا.

إليك بعض الممارسات التي يمكن أن تعتمدها عند ممارسة التّفكير الذّاتي:

ممارسة التّأمّل:

اختر مكانًا هادئًا أين يمكنك الخلوّ بأفكارك. لا تحتاج إلى أن تكون خبيرًا لفعل هذا فقط راقب أين يأخذك تفكيرك وانطلق من هناك. 

في كتابه “أرح عقلك” (Get Some Headspace) يمهّد آندي بودكمب الطريق الاسهل لفهم مفهوم التأمّلُ وكيفيّة الاستفادة منه. يساعدك التّأمّل لمدّة عشرة دقائق فقط يوميًّا على أن تكون مدركًا لمشاعرك وحاضرًا ذهنيًّا.

استمع للملخّص على ريدز من خلال الرّابط التّالي.

تدوين أفكارك في دفتر:

تعدّ الكتابة أفضل وسيلة للتعبير عن المشاعر ومحاولة فهم الأفكار المتشابكة. رغم أنّها قد لا تكون الطريقة التي يعتمدها الجميع ولكنّها طريقة فعّالة لمراجعة تصرّفاتك.

التّحدّث مع نفسك بصوتٍ عالٍ:

في بعض الأحيان، قد يكون سماع نفسك تتحدث بصوتٍ عالٍ طريقة رائعة لبلوغ الإدراك. يتيح لك ذلك إخراج أفكارك الايجابيّة والسّلبيّة وتنظيمها والنّظر للأشياء من منظورٍ مختلفٍ.

القراءة:

تساهم القراءة بشكلٍ كبيرٍ في التّفكير الذّاتي. ليس من الضّروريّ أن تطّلع فقط على كتب تنمية الذّات. بإمكان الرّوايات أيضًا أن تساهم في ادراكنا للعديد من الأشياء عن أنفسنا.

كما ترون، يمكن أن يكون التفكير الذّاتي طريقةً رائعة لتحسين حياتك العامّة من خلال قضاء بعض الوقت من يومك للتفكير في الأحداث السّابقة. سيكون لديك إحساس أفضل بالذات. كما سيمكّنك هذا من تعزيز علاقاتك الشخصيّة وقدرتك على اتّخاذ القرارات في حياتك اليومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *