fbpx
665
0

جيل الألفيّة: الجيل المُرهَق دائمًا

665
0
الجيل المرهق

من هم جيل الألفيّة؟

جيل الألفية (بالإنجليزية: Millennials)‏ هو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الفئة التي تتكون من الأشخاص الذين ولدوا في الفترة ما بين 1981 و1996.إنّهم الجيل الأوّل في التاريخ الذّي نشأ منغمسًا تمامًا في عالم التكنولوجيا الرقمية، وهو ما نحت هوياتهم وخلق مواقفهم السياسية والاجتماعية والثقافية.

يرى البعض أنّ جيل الألفيّة هو الجيل الأكثر ارهاقًا. بإمكان بحث سريع على Google عن كلمتي «جيل الألفية» و «المتعب» أن يكشف عن عشرات المقالات التي تبيّن أنّ جيل الألفية هو، في الواقع، الجيل المتعب. إذ يعاني معظم أبناء هذا الجيل من حالات الإنهاك المتكرِّرة.

في كتابها «لا يمكن حتّى» (2019) فسّرت الكاتبة الأمريكية آن هيلين بيترسن كيف أصبح جيل الألفية «الجيل المرهق».

إنّه ذلك الشّعور عندما تحسّ بأنّك اصطدمت بالحائط من كثرة الإرهاق، ولكن عليك تسلّق الحائط والاستمرار. لا يوجد تنفيس، ولا راحة، فقط طنين الإرهاق آتِ من الخلفيّة

هيلين بيترسن

تختلف أسباب هذا الإرهاق من شخص إلى آخر باختلاف الظروف والمحيط الذّي يعيش فيه ولكن هناك أسباب مشتركة:

هيمنة التكنولوجيا: التأثير على العقل والجسم

تعدّ أقلية من جيل الألفية تلك التّي أقبلت على الحياة بدون هواتف محمولة أو الإنترنت، مما يجعلهم الجيل الأوّل المعرّض للاتّصال الدّائم. كانت الاتّصالات الرقمية متاحةً لجيل الألفية في سن أصغر بكثير من أفراد الأجيال التّي سبقتهم. ساهم ذلك في جعل جيل الألفية الجيل الأكثر هوسًا بالتكنولوجيا، إذ يُعرف هذا الجيل باستعمالهم المفرط لهواتفهم الذّكيّة. هذا الهوس يمكن أن يؤدّي إلى مشاكل نفسيّة وجسدية واضطرابات في النّوم.

بالإضافة إلى التأثيرات الفسيولوجية، فإن الاستعمال المفرط للتكنولوجيا يعني تدفّق المعلومات بشكل مفرط. وبإمكان ذلك التأثير على طاقة الاستيعاب اليوميّة للفرد وشعوره بالإنهاك.

ثقافة الصّخب (بالإنجليزية Hustle Culture):

ثقافة الصخب هي العقلية السّائدة التّي تؤمن بأنّ على المرء أن يعمل طوال اليوم كلّ يوم سعياً لتحقيقِ أهدافهِ المهنية.

يتغذّى هذا الفكر السّائد على البيئة السّامة التّي تفيد إلى أنّك إن قضيت الكثير من الوقت في أي شيء غير متعلق بالعمل، فمن المحتمل أن تشعر بالذنب. يمكن لتلك العقليّة أن تؤدّي إلى “التّنافر المعرفي” (cognitive dissonance) وهو ما يعرف بالإجهاد العقلي وتبنّي أفكار وسلوكيات متناقضة بإمكانها التسبّب في شعور بعدم الرّاحة. من خلال العمل المفرط والعيش وفقًا لمثل هذه الشّعارات، يمكن أن ينتهي بك الأمر إلى تناقض أهدافك وإغفال السبب الأساسي وراء ما تفعله.

لقط تربّى جيل الألفية على تبنّي ثقافة الصّخب والعمل بجديّة مفرطة لتحقيق أهدافهم في غضون أوقات صعبة تشهد ارتفاع متواصل في معدّلات التّضخم وغدا فيها الإسكان ضرورة حياتيّة صعبة المنال.

التحدّيات الماليّة والوظيفيّة:

بلغ بعض أفراد جيل الألفية سنّ الرّشد في غضون بضع سنوات من الركود العظيم عام 2008. كان لهذه الأزمة الماليّة الكبرى آثارًا عميقة ودائمة على هؤلاء الشباب، بما في ذلك: 

  • عدد أقل من الوظائف المتاحة
  • صعوبة توفير المال وسداد الفواتير
  • انخفاض القدرة على شراء منزل أو حتى دفع الإيجار
  • عدم اليقين بشأن المستقبل

لمواجهة العديد من هذه التحديات لجأ جيل الألفية إلى العمل بشكلٍ مفرط للتفوق في أي وظائف استطاعوا الحصول عليها وقد يعني هذا قضاء ساعات طويلة في العمل. بالإضافة إلى ذلك، تلجأ نسبة كبيرة من جيل الألفية إلى قبول أكثر من وظيفة واحدة للمساعدة في تغطية نفقاتهم.

سلوكيّات تأقلم سيّئة: مضاعفات التوتر

وضع أهداف غير واقعيّة ـ سواء كان ذلك جرّاء الضغط العائلي أو نابعًا عن رغباتهم الشّخصيّة ـ يسبّب ذلك الكثير من الضغط والشّعور بالتّوتّر الزّائد. يبدو النجاح مختلفًا بالنسبة للجميع. كما هو متوقع، يمكن أن يؤدي كل هذا التوتر إلى سلوكيات تأقلم غير صحيّة، مثل سوء التغذية والاستهلاك المفرط للكحول أو الكافيين، ممّا يؤثّر سلبًا على صحّتهم النفسيّة والجسديّة. تقول كريستي بريزيت ـ أخصّائيّة تغذية أمريكيّة «على الرغم من أن جيل الألفية يقدّر الصحّة، إلاّ أنّهم يتناولون وجبات سريعة بشكلٍ كبير ويقدّرون التّيسير أكثر من الأجيال الأخرى، مما يعني أن الخيارات الصحيّة لا تحدث دائمًا» ولكن يجب ألّا ننسى انّ هذه الخيارات يمكن أن تختلف باختلاف ثقافة المرء.

في كتابه “أرح عقلك”، يفسّر آندي بودكمب أنّ حتّى هؤلاء الأكثر انشغالاً من غيرهم قادرين على تخصيص 10 دقائق يوميًّا من وقتهم لتوفير المساحة التّي يحتاجونها للعيش بطريقة أفضل. يُنصح بقراءة هذا الكتاب لكلٍّ من يعاني من التّوتر المستمرّ ويشكو من جدول أعمال خارجة عن السّيطرة. 

للاستماع إلى الملخّص الكامل إليكم الرّابط على تطبيق ريدز.

من المهمّ أن يخصّص الإنسان بعض الوقت لنفسه للإسترخاء و إعادة شحن طاقته. الإرهاق المستمرّ يمكن أن يؤدّي إلى تدهور الصحّة النّفسيّة، لذلك يجب توخّي الحذر والاعتناء بنفسك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *