fbpx
386
0

كيف أُحدّد طريقي وأتجاوز الإخفاق ؟

386
0
كيف أُحدّد طريقي

لكنّ الأمر غايةٌ في البساطة إذا ما تمَّ تفكيك السؤال إلى أسئلة أصغر مثل :
ما هو طموحي الأكبر ؟
ما هي الأهداف الصغرى التي أرغب في الوصول إليها ؟
ما هي المغامرات التي أريد خوضها ؟
كيف أريد قضاء بقيَّة حياتي ؟
ما هي التحديّات التي تروق لي ؟
وما هي العوائق التي يجب أن أتحدّى كل ما أملكه من شجاعة كي أتجوازها ؟
وأهم سؤال من بين هذه الأسئلة هو التّالي : فيم تتمثّل نقاط قوّتي التي من خلالها سأصل إلى مرادي ؟

كلّ هذه الأسئلة الدقيقة والملمّة، قادرةٌ على تحديد أحلامنا والانطلاق في تحقيقها. ولكن قبل كلّ شيء يجب أن تؤمن بنفسك وبالفكرة التي تحملها بداخلك. في حقيقة الأمر، ستواجه منذ البداية، أشخاصًا مُحبَطين ومُحْبِطِين. سيحاول هؤلاء عن قصد ودون قصد أن يحبطوا عزيمتك من خلال الإشارة إلى كل المجهود الذي بذلوه دون جدوى. سيردّدون على مسمعك جملاً مثل : الحياة غير عادلة “ / “ لا فائدة من الإجتهاد فالموت قادمٌ لا محالة” / “ لا تُخاطر واحتفظ بعملك هذا “ / “ سيكون مصيرك مثل الذين سبقوك” وغيرها من العبارات المزعجة. حتى وإن حققت قسطًا من النّجاح فستراهم يقولون “ لن تصل إلى شيء فخيبة أمل تنتظرك في الأفق

والأمرُّ مما سبق هو أنّك ستقتنع ببعض هذه الأفكار في اللحظة التي تخفق فيها. وسترى نفسك تردد بعضًا من هذه العبارات التشاؤميّة بنفسك مما يؤدي إلى ثبط عزيمتك وخوفك من الخطوة التّالية.

أقول لك منذ البداية : إيَّاك واليأس! فأن تؤمن بنفسك ونجاحك بصدق يعني أن تكون ثقتك أعلى وأعمق من القوالب الفكريّة التي تتمتع بها الجماعات التشاؤميّة.

حدّد من البداية عبارة أو جملة تكون عنوان مسيرتك أو شعار مغامرتك. ففي كل مرّة تخفق فيها أو ترى نفسك مُحاطًا بأناسٍ سلبيين، ردّد شعارك بداخلك أو على مسمعهم. لا فرق في ذلك!

كل ما في الأمر أنّك ستذكّر نفسك بهدفك الأسمى و ستمنح روحك وعقلك وجسدك دفعة من السّعادة اللاّمشروطة.

واعلم، أنّك ستخفق وستخسر أشياء على طول الطريق وستحرج نفسك في العديد من المواقف وستبرهن صحّة كلام بعض المتشائمين من حولك. لكن إن لم تفعل ذلك قط فاعلم أنّك تلعب لعبة آمنةً وستعيشُ عيشةً آمنة. ليس من الخطىء أن تكون أحلامك بسيطة، ولكنَّ العظمة تأتي من لبِّ الأمور العظيمة : تأتي من الشقاء والبأس والشجاعة والمخاطرة والوقوع في الخطأ والإخفاق ومرارة الخسارة. كلُّ ما في الأمر هو الإيمان بالنجاح ورؤيته يلوّح في الآفق حتّى وإن كان بعيدًا.

قد تبدو لك هذه الجمل مثاليّة أكثر من اللاّزم غير أنّها تمثّل الحقيقة.

يجب أن تحلم بطمعٍ إيجابيٍ حتى تحقق نجاحًا باهرًا.

ما هو الطمع الإيجابي يا ترى ؟

هو أن ترغب في تحقيق ما تريد تحقيقه وأن تطمع في الوصول إليه بجهدك الخّاص وبشقائك وإيامنك النّابع من مصداقيّتك. والأهم من ذلك أن تطمع في المزيد برضى. أي أن تسعى إلى حياة أفضل دون أن تلعن ظروفك الحاليّة لأن هذه الظروف هي التي جعلتك قادرًا على الحلم والعمل والرّغبة في النّجاح.

أمّا النقطة التّالية فهي أن تحب ما تعمل. نصيحتي هنا أن في اللّحظة التي ترى فيها حلمًا لا يمنحك رضًا وسعادةً شخصيّة، فتأكّد أن هذا الحلم لا يمثّلك. وأنّك تتبّع خطوات غيرك ورغباتهم. في الحقيقة، كثيرون هم الذين يسيرون على خطى أجدادهم وآبائهم. فتراهم محاطين منذ نعومة أظافرهم بمخططات جاهزة وصور مسبقة لكامل مراحل حياتهم. وفي اللحظة التي يعبّرون عن رغبات مخالفة، فإن الإحباط يصيب كل من حولهم. فغالبًا ما يتراجعون ويكملون مشوارًا لم يتمنوْه قط. ليجدوا أنفسهم في آخر المطاف غير آبهين بسعادتهم الفرديّة وغير مخلصين في العمل الذي يقومون به.

فالحياة سلسلة متشابكة. وقوّة السّلسلة مرتبطة بقوّة أضعف حلقاتها. فإنّ كنت تعمل من أجل رضى آبائك، فستكون هذه هي حلقتك الأضعف إلّا إذا كانت رغباتك تتوافق حقًا مع رؤيتهم. في هذه الحال، أنت محظوظٌ كفايةً ليكون بيدك مشعل يجمع بين أحلامك وأحلام من يهمك أمرهم.

على ذكر الحظِّ…هل تؤمنون به؟ هل تؤمنون أنّ الحظ عاملٌ أساسيٌّ للنجاح؟

بالنسبة لي، لا وجود للحظ أبدًا. فالعمل و الإجتهاد والتخطيط الصحيح وأخذ القرارات المناسبة هي عوامل النّجاح. أمَّا الحظ والنحس فهما أسطورتان خلقتاها المجتمعات والشعوب لتبرير الإخفاق وإلقاء اللّوم على أشياء “لا دخل لنا فيها”. في حين أنّ كل التفاصيل مرتبطةٌ ببعضها ارتباطًا وثيقًا ولا توجد عشوائيّة في الكون.

لهذا السبب غيِّرْ مفهوم الحظِّ والنحس في لاوعيك واربطهما بمدى صحّة قرارك أو مدى نجاعة خطوتك التي تخطوها. وضع في علمك أنّك حتّى وإن أخفقت 1000 مرّة فستنجح في المرّة ال1001 أو 1002 أو 5000. كلّ ما يتطلّبه الأمر هو العزيمة والإستمراريّة وتجديد الأمل من خلال إيمانك بقدراتك. المثابرة هنا أهم مُحرّكات تجاوز الفشل.

صحيح أن المُتَداول يصَرِّح بأن الموهبة الفطريّة أهم من كلّ شيء وأنّ الموهوبين محظوظون أكثر من غيرهم لأن نسب نجاحهم تتجاوز نسب غير الموهوبين، إلّا أن هذه النظرّية سامةٌ للغاية وهي تعزّز ثقافة الحسد والغيرة والإنتقام في أنفس الأشخاص. لأنّ الموهبة وحدها غير كافية : اجتهد و استثمر طاقاتك وطوّر قدراتك وابني مهارات جديدة من شأنها أن تساعدك على تحقيق نجاحك. حتّى وإن صَعُب عليك الأمر وغمرك المجتمع بسلبيّته، فلا تتراجع ولا تتكاسل وتيقَّن بأنَّ العزيمة والمثابرة ركائز العظمة والإبداع.

نصيحتي الأخيرة هي أن لا تجعل حلمك الأكبر مرتبطٌ بالمال. صحيحٌ أنّ المال شيءٌ رائعٌ ولا تتحقق العديد من الأحلام بدونه، لكنّه عاملٌ من بين ألف عاملٍ للنجاح وهو أيضًا نتيجةٌ للمثابرة في الآن ذاته. لهذا السبب، اربط هدفك الأسمى بالإستقلاليّة أو التطوّر أو الحريّة أو الإنتاجيّة أو النموّ الذاتي أو أيٍّ من الأرباح اللاَّماديّة وسترى أنّ المال سيكون ربحًا خالصًا لا محالة.

وكخطوة أولى لتحديد طريقك المستقبلي، خذ نفسًا عميقًا وأجب على الأسئلة التي قرأتها في أوّل المقال ثم خذ الخطوات المناسبة حتىّ وإن كانت صغيرة وابدأ في تحقيق مبتغاك.

بقول الممثل الأمريكي دانزال واشنطن :” لا تطمح لكسب لقمة العيش، بل اِطمح لإحداث فرق.”

كن أنت الفرق

للمزيد من الإلهام والتّحفيز يمكنك الاطّلاع على ملخّصات أشهر الكتب الواقعيّة على تطبيق ريدز. حمّل التّطبيق من خلال الرّابط التّالي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *