fbpx
281
0

كيف غيّرتنا جائحة كورونا؟ إلى الأحسن أم إلى الأسوء؟

281
0
كيف غيّرتنا الكورونا

على مدى العامين الماضيين، شهد العالم تحولًا في السلوكيات والاقتصاد والطب وإلى غير ذلك بسبب جائحة كورونا. وجدنا أنفسنا مرغمين على تبنّي نمط حياة معيّن كان له أثرًا على المجتمع حتّى بعد أن بعض رُفعت التّدابير الوقائيّة إلى حدٍّ ما. لا شكّ في أنّ الحياة بعد هذه الجائحة تغيّرت كثيرًا خاصّة على المستوى الاجتماعي والتّواصل.

تحويل التركيز إلى الصحة النّفسيّة

بينما كانت المستشفيات مليئة بمرضى الكوفيد، تفشى مرض آخر في العديد من المنازل. تسبب الحجر الصحي في فصل الكثيرين عن عائلاتهم وتدهور الاقتصاد، فوجد العديد من النّاس أنفسهم في حالة نفسيّة سيّئة. الاهتمام الذّي حظيت به الصحّة النّفسيّة خلال العامين الماضيين ساهم بالتّأكيد في الاعتراف بالقضايا الواسعة النطاق المتعلقة بتعزيز الصحة النفسية.أصبح العديد من النّاس أكثر اهتمامًا بالعناية النّفسيّة الرعاية الذاتية ممّا في ذلك العادات الجيدة في النوم والتغذية والروتين.

تغيّرات سلوكية

بعد تفشّي فيروس كورونا، تمّ تقليص التفاعلات وجهًا لوجه ممّا أدّى إلى فقدان بعض الرّوابط «الضعيفة»، وأصبحت التفاعلات أكثر اقتصارًا على الأقرب. أثّر هذا بالتّأكيد على تعاملاتنا اليوميّة حتّى بعد انخفاض الحالات المصابة نسبيًّا. أثبتت بعض الدّراسات أن المهارات الاجتماعية يمكن أن تضمر تمامًا مثل العضلات التي لم يتم استخدامها. إذا كنت معزولًا عن الآخرين لفترة طويلة من الوقت، فسينتهي بك الأمر بالشعور بالحرج والقلق الاجتماعي وستصبح غير قادرًا على التّواصل مع الآخرين بشكلٍ جيّدٍ.

هذا ليس اضطرابًا عقليًّا بل إنّه تجربة جماعية لأولئك المعزولين وقد تحدث لكلٍّ من انخفضت تجاربهم الاجتماعيّة بسبب جائحة فيروس كورونا في فترةٍ ما.

الاجتماعات الافتراضية والعمل من المنزل

يُعدّ ارتفاع المرونة على مستوى مكان العمل أحد التّغييرات السلوكيّة الإيجابيّة التي حدثت بعد تفشّي الفيروس. أصبح رؤساء معظم الشّركات أكثر تفهّمًا خاصّة في بعض المجالات أكثر من غيرها ـ تلك التي يمكنها الاعتماد على الرّقمنة. مع بدء انخفاض تأثير الوباء، اعتمدت العديد من الشركات مزيجًا جديدًا من العمل عن بُعد والعمل من المكتب، وهو نموذج افتراضي هجين يكون فيه بعض الموظفين في أماكن العمل، بينما يعمل آخرون من المنزل. يُعدّ هذا النموذج الجديد طريقة لزيادة الإنتاجية للأفراد وانخفاض التكاليف وتعزيز المرونة المهنيّة، وتحسين تجارب الموظفين. أصبح العمل عند بعد أكثر شيوعًا الآن أكثر من قبل ولكن الآراء من حوله تختلف. قد يناقش البعض أنّه يساهم في انخفاض نسبة الانتاجيّة لدى الموظّفين عوضًا عن تعزيزها. كما يرى البعض أنّ الجوانب السّلبية تكمن في تدهور المعايير التنظيمية التي تدعم الثقافة والأداء -طرق العمل، وكذلك معايير السلوك والتّفاعل -التي تساعد على بناء ثقافة مشتركة داخل مؤسّسة ما.

ثقافة التّسوّق الالكتروني

أدّى الوباء إلى تسريع التّحوّل نحو عالم أكثر رقمنة وأحدث تغييرات في سلوكيات التسوق عبر الإنترنت التي من المحتمل أن يكون لها آثار دائمة. يعتبر التّسوّق الالكتروني أسلوب حياة كثير الانتشار في العديد من الدّول المتقدّمة خاصّة. ولكن الحجر الصحّي غيّر ثقافة التّسوّق الالكتروني للأبد حيث انتشر هذا السّلوك في العديد من الدّول في العالم. إذ لجأ العديد من المستهلكون إلى الانترنت بشكلٍ مفرط أثناء الحجر الصحّي ليتواصل ذلك حتّى بعد رفع الحجر. 

انتشار المشاريع الصّغرى

أدّت جائحة كورونا إلى صعوبات عدّة على مستوى العمل خاصّة للأشخاص الذين لا يستطيعون العمل من المنزل. وبالتّالي ساهم هذا في انتشار العديد من المشاريع الصّغرى خاصّة من قبل ربّات البيوت. تعدّ هذه النّتيجة ذات أثر بعيد المدى إذ أنّ ثقافة المشاريع الصّغرى أصبحت أكثر انتشارًا في الآونة الأخيرة خاصّة في صفوف النّساء والطّلبة من خلال الاعتماد على وسائل التّواصل الاجتماعي مثل الانستقرام (Instagram). تتمثّل معظم هذه المشاريع في بيع منتجات ـ مصنوعة باليد في أغلب الأحيان ـ على الانترنت. ولكن يجب ألّا ننسى أنّ العديد من المشاريع الصّغيرة تأثّرت بشكلٍ سلبيّ عند تفشّي الجائحة.

فيروس كورونا ليس أوّل جائحةً تصيبنا وعلى الأرجح أنّها لن تكون الأخيرة للأسف، إذا كنت ترغب في الاطّلاع أكثر على عالم الأوبئة وكيفيّة انتشارها يمكنك الاستماع إلى ملخّص كتاب “الجائحة” لـ “سونيا شاه” عبر الرّابط التّالي.

كان عام 2020 فريدًا من نوعه ولقد غيّر نمط الحياة على العديد من المستويات. مرّت سنتين ومازالت الجائحة في الجوار ومازال أثرها واضحًا سواء كان سلبيًّا أم إيجابيًّا. ولكن لا شكّ في أنّ هذا الفيروس جعلنا نقدّر الحياة والوقت أكثر من قبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *