fbpx
157
0

الإجهاض: أكثر المواضيع إثارة للجدل

157
0
الإجهاض

الإجهاض هو إجراء طبي يؤدّي إلى إﻧﻬﺎء اﻟﺤﻤﻞ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﺠﻨﻴﻦ اﻟﻨّﺎﻣﻲ ﻓﻲ رﺣﻢ اﻟﻤﺮأة. في جميع أنحاء العالم، ينتهي ما يقدر بنحو 1 من كل 4 حالات حمل بالإجهاض كلّ عام (وفقًا لمنظّمة العفو الدّوليّة) ويعدّ الإجهاض أحد أكثر المواضيع إثارة للجدل على مستوى العالم.

تاريخ الاجهاض:

على مدى عدة قرون وفي ثقافات مختلفة، عرف التّاريخ العديد من النّساء اللاّتي ساعدن بعضهن البعض على الإجهاض دون محظورات قانونية.

لم تمنع الدولة الإجهاض حتى القرن التاسع عشر. في عام 1803، أصدرت بريطانيا لأوّلِ مرّة قوانين منع الإجهاض، والتي أصبحت بعد ذلك أكثر صرامة على مدار القرن. تبعتها الولايات المتحدة عندما بدأت بعض الولايات في حظر الإجهاض. بحلول عام 1880، كانت معظم عمليات الإجهاض غير قانونية في الولايات المتحدة، باستثناء تلك التي تعدّ ضرورية لإنقاذ حياة المرأة. لكن الإجهاض المبكر ظلّ متجذرًا في مجتمع الولايات المتحدة بحلول ذلك الوقت دون إدانة القائمات به.

أصبح الإجهاض جريمة وخطيئة لعدّة أسبابٍ. أدّى اتجاه الإصلاح الإنساني في منتصف القرن التاسع عشر إلى توسيع الدعم الليبرالي للتجريم، لأنه في ذلك الوقت كان الإجهاض إجراءً خطيرًا يتمّ إجراؤه بأساليب فجّة، وقليل من المطهّرات ممّا أدّى إلى معدّلات وفيات عالية. لكن هذا وحده لا يمكن أن يفسر الهجوم على الإجهاض. على سبيل المثال، تم اعتبار تقنيات جراحية أخرى محفوفة بالمخاطر ضرورية لصحة الناس ورفاهيتهم ولم يتم حظرها. يؤن أولئك الذين يعتبرون الاجهاض حقًّا أنّ القصد من حماية النساء من مخاطر الإجهاض هو في الواقع السّيطرة عليهن وقصرهن على دورهن التقليدي في الإنجاب. كان التّشريع المناهض للإجهاض جزءًا من رد فعل معادٍ للنسوية في القرن التاسع عشر.

قوانين الإجهاض الآن:

لم يتغيّر الرّأي العامّ كثيرًا بشأن الاجهاض إلى حدّ هذا اليوم. مازال هناك العديد من النّاس الذين يعارضونه ومازالت العديد من النّساء تقوم بالتّظاهر من أجل المحاربة في سبيل الحقّ في الإجهاض في الولايات المتّحدة الأمريكيّة على سبيل المثال. 

وفقًا للأمم المتّحدة في 2017، أصبح يُسمح بالإجهاض بشكل أكثر شيوعًا بهدف إنقاذ حياة المرأة الحامل في 98% من البلدان. على الرغم من أن بعض البلدان تطلب قوائم مفصّلة لما تعتبره حالات مهدّدة للحياة، إلاّ أن هذه الحالات بشكل عام غير محددة وتُترك لحكم الأطباء الذين يجرون الإجهاض. ويُسمح بالإجهاض في 72% من البلدان للحفاظ على صحة المرأة البدنية.

كما تمّ تحديد الصحة النّفسيّة كمبرّر قانوني للإجهاض في 69% من البلدان. في بعض البلدان، لا يُطلب أي إثبات، بينما تُطالب المرأة في بلدان أخرى بتزويد قائمة تفصيلية بالمؤشرات. ففي الجزائر وتونس، على سبيل المثال، يُسمح بالإجهاض لأسباب تتعلق بالصحة النّفسيّة بينما يقدّم القانون في أوزبكستان قائمة تفصيلية لهذه الحالات النّفسيّة. بينما يتمّ السّماح بالإجهاض لأسباب اقتصادية أو اجتماعية في 37٪ من البلدان فقط.

في حين أنه من الصعب الحصول على بيانات موثوقة عن الإجهاض غير القانوني وغير الآمن، فإن العديد من المنظمات والباحثين المعروفين، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمة صحة الأسرة الدولية يقدّمون الإحصاءات التالية: في جميع أنحاء العالم، يتم إجراء 20 مليون عملية إجهاض غير آمنة سنويًا. وهذا يساوي إجهاض واحد غير آمن لكل عشر حالات حمل وإجهاض واحد غير آمن لكل سبع ولادات.

قوانين الإجهاض في الولايات المتّحدة الأمريكيّة:

من المعروف أن الولايات المتحدة تنقسم فيها الآراء حول الإجهاض. في قرار تاريخي وبعيد المدى، ألغت المحكمة العليا الأمريكية رسميًا قضية “رو” ضد “وايد” (1973) والقرارات اللاحقة التي قضت بأن الإجهاض يجب أن يكون قانونيًا في معظم فترات الحمل ولكن قد يكون مقيدًا من قبل الولايات بدرجات متفاوتة يوم الجمعة 24 جوان 2022، معلنةً أن الحق الدستوري في الإجهاض، الذي تم دعمه لقرابة نصف قرن، لم يعد موجودًا. في هذه الحالة ستفقد ملايين النساء في الولايات المتحدة الأمريكيّة الحق القانوني في الإجهاض، بعد أن إلغاء حكمًا صادرًا منذ 50 عامًا يعطي النّساء هذا حق. 

يعني هذا القرار أن قوانين الولايات الأخرى ستدخل حيّز التنفيذ. سيتمّ منع الإجهاض على الفور في بعض الولايات بينما توجد قوانين من شأنها أن تحافظ على حقّ الإجهاض في ولايات أخرى. كما ستصبح قضيّة الإجهاض نقطة محورية في الانتخابات القادمة.

اختلفت ردود الفعل في الولايات المتّحدة الأمريكيّة بخصوص هذا القرار الجذري. بينما عارض الكثير هذا القرار معتبرينه حاجزًا في مشوار النّهوض بحقوق المرأة، اعتبره آخرون فوزًا.

هذا الحكم قاسٍ ومؤلمٍ للقلب. لكن لا تخطئ: حقوق النساء وجميع الأمريكيين على ورقة الاقتراع في نوفمبر

المتحدثة باسم الكونغرس، نانسي بلوسي

هذا انتصار تاريخي للدستور والفئات الأكثر ضعفًا في مجتمعنا

زعيم مجلس الشّيوخ الجمهوري، ميتش ماكونيل

بينما حسمت بعض الدّول الأمور من حيث قوانين الإجهاض، مازالت الكثير من الدّول تواجه تذبذبًا في الآراء. مع استمرار الجدل حول الإجهاض، ما رأيك في آخر الأحداث التي وقعت في الولايات المتّحدة الامريكيّة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *