مفكرون عظماء
أدوات بسيطة يقترحها ستّون مفكرا عظيما لتحسين حياتك انطلاقا من الآن
آلان دي بوتون
الموضوع
يعتبر كتّاب “مفكرون عظماء” (Great Thinkers) الذي صدر في سنة 2016 دليلاً مفيدًا يسلّط الضوء على أكثر الأشخاص إبداعًا وذكاءً الذين عرفتهم البشرية. وقد غيّر هؤلاء المفكرون الطريقة التي ندرك بها العالم وطريقة تفكيرنا. إذ يؤمن الناس في كلّ مكان من العالم بمقدار الحكمة التي يتمتعون بها. فمن خلال الاطلاع عن كثب على أفكارهم وعدم تغييبها عن أذهاننا، يمكن لمفكري الماضي العظماء مساعدتنا على عيش حياة أفضل في وقتنا الراهن.
لمن هذا الكتاب ؟
المولعون بالثقافة طالبو الحكمة طلاب العلوم الإنسانيةمحتوى هذا الملخص 1 / 9 :
يمكن أن تساعدنا الرواقية في التغلب على القلق والهلوسة
تعتبر الرواقية مذهبا فلسفيا يعود تاريخه إلى اليونان القديمة وروما، ابتداء من القرن الثالث قبل الميلاد. ومن أشهر الفلاسفة الرواقيين الفيلسوف والمعلم لوكيوس سينيكا (Seneca the Younger) وكذلك الإمبراطور ماركوس أوريليوس (Marcus Aurelius). وتهدف الرواقية إلى مساعدة الناس على الصمود والتحلي بالشجاعة في مواجهة معاناة الحياة. فقد اعتقد الرواقيون أن المصدر الحقيقي الوحيد للمتعة في الحياة هو الفضيلة، وليس هناك بُدّ من الإفراط في الانفعال تجاه تقلبات الحياة العديدة.
وتتمثّلُ إحدى فوائد الرواقية في قدرتها على كبح القلق. فبينما يعتقدُ الرواقيّون أن القلق يمكن أن يتطور نتيجة لنظرتين محتملتين: أوّلا أن تضع آمال كبيرة جدًا في شيء ما أو شخص ما أو الشعور بمخاوف كبيرة بشأن ما قد يحدث.
لذلك، قد يجتاحك قلق كبير بشأن قيامك بتجربة أداء لتحقيق حلمك لتكون نجمًا سينمائيًا مشهورا. ولكنّك تخشى في نفس الوقت فقدان وظيفتك اليومية. وينتهي بك الأمر في الشارع. وتثير الخطتان معكَ فيكَ التوجّس والقلق. ففي وقتنا الراهن، نعتمد نهجا شائعا للتعامل مع القلق وذلك من خلال محاولة تذكير أنفسنا بأنّ كل شيء يمكن أن يسير على ما يرام بطريقة أو بأخرى، لذلك لا داعي للقلق. ولكن يعتمد الرواقيون طريقة أخرى لتهدئة القلق: ألا وهي تجنّب الآمال العالية واحتضان مخاوفنا بعمق ومواجهتها. ويعني هذا أنه إذا تملكك قلق حول فقدان مسكنك ورميك في الشارع، عليك تقبّل فكرة قضائك بضعة أيام في أكل الفضلات والنوم على مقعد في متنزّه عمومي. وحينها، ستكون على دراية بأسوأ السيناريوهات الممكنة ولن يكون الأمر مخيفًا بعد ذلك. وبالإضافة إلى ذلك، تعلّمك الرواقية كيفية عيش حياتك بهدوء، واحتضان اللحظة الراهنة.
ولم يعتنق الرواقيون ديانة معيّنة، لكنهم آمنوا بالقدر، وقدسوا الآلهة الرومانية فورتونا (Fortuna). ويختلف ذلك عن الكارما. لأنه في أي لحظة يمكن أن تقذف فورتونا شيئا جيدا أو سيئا في طريقك، بغض النظر عن أفعالك الخيّرة أو الشريرة. فيمكّنك هذا المنهج من التوقف عن لوم نفسك إذا لم يسر شيء ما على ما يرام، وعدم الاغترار إذا حصلت لك أشياء جيدة.