وجوه في الفساد
إساءة استخدام النخبة التقدمية الأمريكية للسلطة
بيتر شفايتزر
الموضوع
يجعلنا هذا الكتاب الصادر سنة 2020 نعيد النظر في مدى نزاهة السياسيين الذين يقودون الحركة التقدمية الحديثة في أمريكا. يروي الكتاب ثماني قصص مستمدة من مجموعة من المصادر والتقارير المالية ووثائق الشركات، لأكبر الأسماء في اليسار. فيكشف لنا حقائق مروعة عن تبادل المصالح والتستر والخيانة.
لمن هذا الكتاب ؟
للأمريكيين القلقين بشأن نزاهة السياسيين الديمقراطيين للباحثين عن الحقيقة الذين يريدون معرفة ما يدور خلف أبواب واشنطن الموصدة لمحبي المؤامرات السياسيةمحتوى هذا الملخص 1 / 8 :
تستغل كامالا هاريس صداقاتها مع أصحاب النفوذ للوصول إلى السلطة مُتستِّرة عن جرائمهم.
تُشبّه كامالا هاريس أحيانًا، وهي اليوم عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، بباراك أوباما. من السهل الوقوف على سبب ذلك. فهي في ظاهرها واثقة من نفسها وجذابة ذات أصول عرقية مختلطة.
اشتهرت هاريس قبل التحاقها بمجلس الشيوخ، بقضاء فترتين انتخابيتين في منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا. وبينما تدعي أن الفضل في نجاحها يعود إلى عزمها وتصميمها ومهاراتها كمحامية، فإن صعود نجمها اعتمد اعتمادا على مزايا آلة سياسية فاسدة في كاليفورنيا.
في عام 1994، بدأت كامالا هاريس في مواعدة سياسي يدعى ويلي براون (Willie Brown). كان براون آنذاك رئيسًا لمجلس ولاية كاليفورنيا. وأفضت العلاقة بينهما إلى تمتُّع هاريس بعدد من الخدمات، مثل تعيينها في مناصب سياسية جديدة. الأمر الذي أدى إلى زيادة راتبها زيادة مجزيَّة.
ثم أصبح براون سنة 2000 عمدة سان فرانسيسكو. بعد ثلاث سنوات فقط، استعمل ثروته، وجهود مؤيديه وموظفيه، في دعم ترشح هاريس لمنصب المدعي العام بمقاطعة سان فرانسيسكو.
ولم تنتهي مساعيه عند هذا الحد. لعل أعظم هدية قدمها براون لهاريس هي شبكته الواسعة من العلاقات السياسية التي تشمل المؤيدين والمتبرعين والجهات الراعية الذين سيدعمون حملات هاريس المختلفة وسيغدقون عليها الأموال. وفي المقابل، كانت تساعدهم عندما يتعرضون لمشاكل قانونية.
فلئن أظهرت هاريس طوال فترة عملها مدعيةً عامةً، صرامة في التعامل مع قضايا الجرائم العنيفة والبيئة، إلا أنها كانت تغض الطرف عن القضايا التي يتورط فيها أحد الأطراف السياسية الداعمة لها. تُعتبر فضيحة إساءة معاملة الأطفال التي تورطت فيها الكنيسة الكاثوليكية واحدة من أبرز الحالات على انتقائية هاريس ومن أكثرها إثارة للقلق.
بدأت قصص إساءة معاملة الأطفال والتحرش بهم بالانتشار من روما إلى الولايات المتحدة بين سنتي 2002 و2003 حتى بلغ الأمر مدينة سان فرانسيسكو من ولاية كاليفورنيا. فشرعت سلف هاريس، تيرينس هالينان (Terence Hallinan)، في مقاضاة أساقفة سان فرانسيسكو. ومدَّ الأساقفة هالينان بعد تلكًّؤ بسجلات داخلية حول شكاوى سوء معاملة الأطفال، تُغطِّي فترة 75 سنة.
عندما تولت هاريس المنصب، أصبحت القضية في عهدتها. ولكن ما المشكلة؟ كانت الكنيسة الكاثوليكية ومحاميها قد أغدقوا التبرعات على حملة هاريس الانتخابية.
ورغم حث المجموعات التي تدعم الضحايا لهاريس على نشر السجلات وكشف أسماء أولئك المتهمين بالتحرش، الأمر الذي من شأنه أن يُشجِّع المزيد من الضحايا على المطالبة بحقوقهم، إلا أن هاريس رفضت. والأدهى من ذلك أنها لم تُلاحق الحالات القضائية الموثقة ولم تُقاضي قسيسا واحدا من المعتدين خلال فترة توليها منصب المدعي العام.