الأب الغني والأب الفقير
روبيرت كيوساكي
الموضوع
يجمع كتاب “الأب الغنيّ، الأب الفقير” (1997) بين السيرة الذاتية والنصائح الشخصية التي ستساعدك على إيجاد طريقك الخاص نحو الاستقلال المالي والثروة. يقول الكاتب أن ما سيعلمك إياه في هذا الكتاب لم تتعلمه من المجتمع من قبل، وأن المعرفة التي يمررها الأثرياء إلى أبنائهم هي معرفة ضرورية للحفاظ على الثروة. يستخدم الكاتب خبرته المهنية الناجحة كمستثمر تقاعد في سن الـ47 دليلا لدعم حجّته.
لمن هذا الكتاب ؟
كلّ من يريد أن يتخلّص من “سباق الجرذان” كل الراغبين في صنع الثروة كل الراغبين في تعلم الاستثمار الجيدمحتوى هذا الملخص 1 / 11 :
الخوف من معارضة المجتمع يمنعنا من الانسحاب من سباق الجرذان وإيجاد حياة أكثر ترفا
ليست عبارة سباق الجردان غريبة عن مسامعنا، ولكن تفسيرها غير بديهيّ، فكيف يمكننا تعريف مفهوم سباق الجرذان؟يمكن تعريف هذا المفهوم مثلا بــــــالرّوتين اللامتناهي، أين تشتغل باستمرار من أجل الجميع وليس من أجل نفسك. بعبارة أخرى، أنت تستنفذ جهدك ووقتك وصحّتك من أجل إنجاز عمل ما بهدف إرضاء الحكومة وجامعي الضرائب ورؤسائك، فيحتكرون ثمار جهدك كلّه، في حين لا تجني أنت إلا القليل. عادة ما نعتبر أنفسنا جزءا من سباق الجرذان، وفي نفس الوقت، نعبّر أيضا عن عدم رضانا وكرهنا لنمط الحياة الذي يفرضه هذا السباق، فلماذا نستمرّ في المشاركة في هذا السباق إذن، وما الذي يمنعنا من الانسحاب منه؟
الإجابة هي: لأن معظم الناس يعيشون حياتهم وفقا لتوقعات المجتمع، ويخشون معارضته.فلنفكّر مثلا في شعار: اذهب إلى المدرسة، ادرس جيّا، وتحصّل على عمل جيّد.هذا الشعار المبنيّ على معتقدات أجدادنا القديمة مازال ساري المفعول في زمننا الحاليّ على الرغم من عدم قدرته على مواكبة تغيّرات العصر. ففي السابق، كان إيجاد العمل سهلا فور تخرّجك من الجامعة، وكان بإمكانك العمل مع نفس الشركة لعقود طويلة قبل أن تتقاعد وتستمتع بمعاش تقاعديّ محترم للغاية. وأمّا اليوم، فوصفة الحياة التقليدية هذه لم تعد مواكبة لعصر يعاني من تفشّي الفقر والأزمات الماليّة.في الحقيقة، يمكنك أن تدرس جيّدا وتنهي دراستك العليا في أعرق الجامعات، ويمكنك أن تتحصل فعلا على عمل مرموق، ولكنك لن تصبح ثريّا أبدا لأنّك عالق في سباق الجرذان، في حين يصبح رؤساؤك أكثر ثراء بفضل عملك الجادّ.
ومع ذلك، مازلنا عالقين في نفس الدّوّامة، وما زلنا نسعى إلى تحقيق الشعار القديم خوفا من نظرة المجتمع وانتقاده المتواصل. إنّنا نخشى أن نكسر لعنة المجتمع التي أُلقِيَت علينا منذ الولادة، ونرضى بتحمّل العواقب. صحيح أننا سنسلم من الفقر، ولكننا لن نزداد ثراء.