فلسفة اﻹتزان اليومي
366 تأملاً حول الحكمة والمثابرة وفن الحياة
ريان هوليداي وستيفن هانسلمان
الموضوع
يتضمّن الكتاب مجموعة من التأملات اليومية المستمدة من حكم فلاسفة الاتزان الذين عاشوا في الإمبراطورية الرومانية. تقدّم كلّ من كتابات الإمبراطور ‘ماركوس أوريليوس Marcus Aurelius ‘والكاتب المسرحي ‘سينيكا ‘ Seneca والعبد الذي أصبح فيلسوفا ‘إبيكتيتوس’ Epictetus المصدر الأساسي الذي قام بتجديده المؤلفون. تشجّع هذه الومضات في نفس الوقت التفكير الذاتي وتقدير الاتّزان والحياة.
لمن هذا الكتاب ؟
للخجولين الذين يفتقرون إلى الثقة بالنفس المرهقين الذين يبحثون عن وجهات نظر جديدة ورصد أهداف الأفلاطونيون وطلاب الفلسفةمحتوى هذا الملخص 1 / 13 :
يزرع فلاسفة الاتزان الوعي في أنفسهم وفي الناس من حولهم:
غالبًا ما نفكر في الفلسفة على أنها مسعى أدبي أو نمط حياة يسلكه كبار السن الملتحين الذين غالبا ما يعيشون في الكهوف. لكن فلسفة الاتزان ليست كذلك والحال أنها للعالم الحقيقي. إذا كنت ستصبح رواقيًا فيجب أن تكون واعيا ومدركا لنفسك ولمن حولك.
الشرط الأول لأي فلسفة هو التفكير الواضح. ويعني هذا بالنسبة لفلسفة الاتزان البدء بالفحص الذاتي.
وصل ‘إبيكتيتوس’ Epictetus المعلم الرواقي العظيم في القرن الثاني الميلادي إلى لبّ هذا الموضوع في خطاباته. فقد ذكر أننا نصبح فلاسفة في اللحظة التي نراجع فيها مفاهيمنا المسبقة ونطرح أسئلة حول عواطفنا ومعتقداتنا والكلمات التي نستخدمها كل يوم. فنتمكّن من تحليل أفكارنا عبر القيام بهذه العملية.
إنها ليست مهمة سهلة بالطبع. إذ أنّ الغرور وخداع الذات يُعيقان التعلُّم ولن نتعلم أي معلومة جديدة إذا كنّا نعتقد بأننا نعرف كل شيء مسبقا. فيجعل هذا السبب التقييم الذاتي الصادق والنزيه أمرا بالغ الأهمية.
من سلبياته أنه سيتعين عليك التمعّن في نقاط ضعفك. قد يكون من المخيف الاعتراف بأنك تمتلك هذه السلبيات وأنك كنت تفكر بشدة في نفسك طوال الوقت. أما من ناحية أخرى، يُعدّ القبول بأقلٍّ من قيمتك أمرًا سلبيًّا. حاول أن تتذكر تلك اللحظات التي تمكّنت خلالها من النجاح في مهمّتك.
من المهم أيضًا أن تكون على دراية بمن حولك بصرف النظر عن قيامك بالتأمل الذاتي.
انّ الأشخاص الذين تختار قضاء الوقت معهم سيؤثرون في النهاية على تركيبة شخصيّتك. إذا كنت محاطًا بأشخاص يدفعونك إلى أن تكون أفضل مما أنت عليه فسوف تتحسن. وبالطبع فإنّ العكس صحيح: قد يحاول البعض إنزالك إلى مستواهم.
نصح الكاتب المسرحي والفيلسوف الروماني ‘سينيكا’ Seneca الذي كان جيلًا أكبر من ‘إبيكتيتوس’ Epictetus، بأنه يجب على كل منا أن يضع في اعتباره شخصًا يحترمه ويعجب به. من المؤكد أن يقودنا وجود أشخاصٍ هكذا في أذهاننا نحو أحكام وأفعال أفضل.
كان للخبير الاقتصادي ‘آدم سميث’ Adam Smith في القرن الثامن عشر نفس النظرية بل وقد سمّاها: بالمتفرج اللاَّمبالي. لم يكن من الضروري بالنسبة إلى سميث أن تعتمد على وجود شخص حقيقيّ. إن مجرد التفكير في أن شخصًا ما يشهد سلوكنا ويتعاطف معنا من شأنه أن ييساعدنا في الكثير من الأشياء.
انّ المبدأ العام لهاتين النقطتين واضح: إذا عرفنا أنفسنا والآخرين بشكل أفضل فسنكون قادرين على رؤية أفعالنا بوضوح أكبر.