fbpx
1449
0

قوة العادات

تشارلز دوهيغ

الموضوع 

يشرح كتاب “قوة العادات” (2012) أهمية الدور الذي تلعبه العادات في حياتنا، سواء أكانت تلك العادات جيدة، من قبيل فرض الأسنان وممارسة الرياضة، أو سيّئة، من قبيل التدخين. كتاب “قوة العادة” مليء بالأدلّة البحثيّة والقصص الشخصية الممتعة التي تشرح كيفية تكوّن العادات بالتحديد وتقترح خطوات ونصائح يمكنك اتباعها لتغيير العادات على المستويين الشخصي والتنظيمي.

لمن هذا الكتاب ؟

الأفراد الذين يرغبون في تبني عادات جيدة مثل ممارسة الرياضة بانتظام أو التخلص من العادات السيئة مثل تناول الوجبات السريعة. الأفراد المهتمون بكيفية تكوّن العادات ودور الشركات في تشكيلها والتحكم بها. الأفراد الراغبون في تطبيع عادات جديدة في منظماتهم.

محتوى هذا الملخص 1 / 10 :

العادات هي عبارة عن حلقات مكافئات روتينية بسيطة توفر الجهد.

في فترة التسعينيات، درس فريق من الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا  سلوك الفئران لمعرفة المزيد عن كيفية تكوين العادات في الدماغ. كان على الفئران أن تجد طريقها إلى قطعة شوكولاتة تم وضعها في نهاية متاهة على شكل حرف تي، وباستخدام معدات خاصة، تمكن الباحثون من مراقبة نشاط دماغ الفئران وهي تتجه نحو الشوكولاتة.

عندما وُضعت الفئران في المتاهة لأول مرة، ارتفع نشاط دماغها، إذ كان بإمكانها شم الشوكولاتة وبدأت في البحث عنها. عندما كرر الباحثون التجربة، لاحظوا شيئًا مثيرًا للاهتمام: عندما تعلمت الفئران كيفية الوصول إلى مكان الشوكولاتة، انخفض نشاط دماغها.

تُعرف عملية تحويل سلسلة من التصرفات إلى روتين تلقائي باسم التكديس، وتمثل هذه العملية ركيزة لجميع أنواع العادات. دورها التطوري واضح وحاسم لأنه يسمح للدماغ بتوفير الطاقة وأداء مهامه على أكمل وجه.

وبالتالي، تصبح الأعمال كلها، وحتى التي تبدو معقدة في البداية، عادة سهلة. قام باحث بجامعة ديوك ببحث حول الموضوع سنة 2006، واستنتج أن حوالي %40 من الأنشطة التي نقوم بها كل يوم تستند أساسا على مبدأ العادة.

عموما، يمكن تقسيم العادة إلى حلقة متكوّنة من ثلاثة أجزاء:

أولاً، يشعر الجسم بوجود إشارة خارجية تشبه رنين المنبه. يؤدي هذا الشعور إلى ارتفاع كبير في نشاط الدّماغ حيث يبدأ في تحديد العادات المناسبة لمواقف معينة.

بعد ذلك، يأتي الروتين، وهو النشاط الذي اعتدتَ القيام به عندما تواجه موقفا محددا. فمثلا، عندما تتوجه إلى الحمام وتنظف أسنانك، فإن دماغك يبرمج نفسه على وضعية الطّيّار الآليّ، بمعنى أنه اعتاد أن تنظّف يداك أسنانك بطريقة ما.

وأما الجزء الأخير، فهو المكافأة، وهو الشعور بالنجاح والنشوة. وفي هذه الحالة، يزداد نشاط دماغك مرة أخرى حيث يسجل الرابط بين الروتين ونتيجته ويخزنه للمواقف المستقبليّة المشابهة.

تعتبر العادات مرنة للغاية. في بعض الحالات، قد يكون بإمكان الأشخاص الذين يعانون من تلف شديد في الدماغ الالتزام بعاداتهم القديمة. في هذه الحالة، ما عليك سوى التفكير في يوجين، وهو رجل يعاني من تلف شديد في الدماغ بسبب الالتهاب. عندما طُلب منه الإشارة إلى الباب المؤدي إلى المطبخ من غرفة المعيشة الخاصة به، لم يتمكن من فعل ذلك. ولكن، عندما سُئل عما سيفعله إذا كان جائعًا، دخل مباشرة إلى المطبخ وأخرج علبة من المكسرات من إحدى الخزائن.

تمكن يوجين من القيام بذلك لأن تعلم العادات وحفظها يحدث في قاعدة دماغية، وهي بنية عصبية صغيرة متجذرة في الدماغ، وتبقى فعّالة حتى بعد حدوث إتلاف في الدماغ.

لسوء الحظ، تعني هذه المرونة أنه حتى إذا نجحت في التخلص من عادة سيئة، مثل التدخين، فإنك ستكون دائمًا عرضة لخطر الانتكاس.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *