مع ظهور جائحة كورونا في 2020، وجد العديد من الموظّفين وأصحاب الشركات أنفسهم مجبرين على خوض تجربة العمل عن بعد. ورغم أنّ هذا الأسلوب من العمل ليس جديدًا إلّا أنّه لاقى رواجًا كبيرًا إثر تفشّي الجائحة حتّى أنّ العديد من الشركات أعلنت أنّها ستعتمد العمل من المنزل بصفةٍ دائمة.
لا شكّ في أنّ العمل من المنزل يرافقه العديد من المزايا مثل توفير الوقت والمال الذّي عادةً ما يضيع في التّنقل، وعدم اللّجوء إلى تناول الوجبات السّريعة، إلاّ أنّه لا يجب تجاهل التّحدّيات التي بإمكان المرء أن يواجهها عند العمل من المنزل مثل صعوبة الحفاظ على التّركيز.
النّصائح التّالية يمكن أن تساعدك على خلق توازنٍ بين عملك وحياتك الشّخصيّة حين يصعب عليك ذلك.
جهّز مكتب مخصّص للعمل في منزِلك:
من المستحسن أن تستخدم غرفةً صغيرةً مهيّئةً بمكتب ومعدّات كمبيوتر لضمان المزيد من الخصوصيّة والهدوء وفصل الحياة العمليّة عن الحياة المنزليّة. إذا لم تتمكن من الحصول على مساحة خاصّة بك لضيق المنزل، يمكنك أن تحاول العثور على ركن صغير لا يرتاده أفراد الأسرة باستمرار.
بإمكان العناية بالرّكن المخصّص للعمل أن يجعلك أكثر انضباطا ونشاطًا. يمكنك إضافة بعض الديكور مثل الكتب والأقلام. وأيضًا يمكنك تزيين المكان من خلال إضافة بعض النّباتات، بإمكان ذلك أن يُحدث فرقًا كبيرًا في المساحة.
استعمل دفترًا يوميًّا وقوائم المهام:
ليس من الهيّن تنظيم وقتك عند العمل المنزل خاصّة وأنّ ذلك يجعلك أكثر عرضةً للمُلهيات. يُعدّ استخدام قوائم المهام طريقةً فعّالةً للغاية لتتبع سير عملك.يمكنك أن تختار الدفتر الذي يروق لك ويحتوي على المخطّط الذي يتماشى مع طبيعة عملك. تُعدّ قوائم المهام مفيدة بشكلٍ خاص للأشخاص المرئيّين الذين يشعرون بالرّاحة عند شطب بعض العناصر من القائمة. للمزيد من الإرشادات بخصوص تنظيم الوقت والانضباط، بإمكانك الاطّلاع على كتاب
“الجوهريّات” لغريغ ماكيون. يقدّم الأخير حلولاً عمليّة لترتيب أولويّاتك. بإمكانك الاستماع إلى الملخّص الكامل على تطبيق ريدز من خلال الرّابط التّالي.
تجنّب العمل لوقت أطول من ساعات العمل المحدّدة:
عملك من المنزل لا يعني أنّه بإمكانك تخصيص مزيد الوقت من يومِك للقيام بأعمال إضافيّة. من المهمّ أن تفصل بين العمل وحياتك الشخصيّة لكي لا تشعر بالإنهاك. عدم الاحتياج إلى التّنقّل من المنزل إلى مكان العمل يعني بضع ساعات إضافية كلّ يوم. من المغري جدًا تكريس هذا الوقت الإضافي في العمل، لا تفعل ذلك. قد تعتقد أن هذا كان «وقت عمل» من قبل ولكن لم يكن كذلك. لن يتوقّع منك أصحاب العمل العمل لأيّامٍ أطول إذا كنت تعيش بالقرب من المكتب، ولن يتوقعوا منك ذلك في هذه الحالة أيضًا.
استمتع بوقت الاستراحة:
العمل عن بعد أدّى إلى تزايد عدد الاجتماعات وتراكم رسائل البريد الإلكتروني وحتّى ساعات العمل اليوميّة في بعض الأحيان. ليجد الموظّف نفسه جالسا على مكتبه ساعات متتالية دون أن يشعر بمرور الوقت. قد لا تلاحظ ذلك من أسابيع العمل الأولى، لكنّك من دون شكّ سترى تراجعًا على مستوى إنتاجيّتك وحماسك بعد فترة من الزّمن.
لذلك من الضّروري أن تأخذ استراحة بين ساعات العمل للغداء أو لاحتساء كوبٍ من القهوة. الأمر ليس متعلّقًا بالأكل بقدر ما هو متعلّقًا بصحًّتك النّفسيّة والبدنية لأنّه يمنحك الوقت لإبعاد عقلك عن العمل. كما يساعدك على تحريك جسمكً إن كنت تجلس لساعات طويلة على مكتبِك، لذا امنح نفسك وقتا لتناول وجبة غداء صحيّة أو القيام بنزهة قصيرة خلال استراحتك المخصّصة لذلك.
تهيّأ للعمل:
من مزايا العمل من المنزل أنًّك لست مضطرًا لتغيير ملابسِك أو ارتداء الكعب العالي. لكن من الجيّد أن تغيّر قليلا من ارتداء البيجاما طوال الوقت. اختر لنفسك شيئا أنيقًا ومريحًا في آن واحد. صفّف شعرك واستعدّ لبداية يوم جديد من العمل، سيساعدك ذلك على فصل العمل عن المنزل والانغماس التّام في جوّ العمل.
خصّص يومًا للعمل من المقهى:
الرّوتين يمكن أن يكون أعزّ أصدقائك وأسوء أعدائك، لذلك احرص على خلق توازن بين التّواجد في عالمك الخاصّ والتّواجد مع الآخرين. إذا وجدّت نفسك في مرحلةٍ ما تعاني من الملل وقلّة الإلهام لا بأس بتغيير مكان العمل لكسر الرّوتين. ابحث مثلاً عن مقهى ملائم وهادئ في منطقتِك وخصّص يوما في الشّهر للعمل فيه. رؤية الآخرين بالقرب منك في المقهى سيغيّر من روتين العمل اليومي في المنزل.
يبدو أنّ العمل من المنزل إضافةّ دائمة في حياة العديد من الموظّفين لذلك يجب أن نتأقلم معه ونحاول أن نستفيد من ميزاته قدر المستطاع.